نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 389
أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ) إلى قوله ( لعلهم يشكرون ) . ثم مضى وبقيت هاجر . فلما ارتفع النهار عطش إسماعيل ، فقامت هاجر في الوادي ، حتى صارت في موضع المسعى ، فنادت : هل في الوادي من أنيس ؟ فغاب عنها إسماعيل . فصعدت على الصفا ، ولمع لها السراب في الوادي ، وظنت أنه ماء ، فنزلت في بطن الوادي وسعت . فلما بلغت المروة غاب عنها إسماعيل ، ثم لمع لها السراب في ناحية الصفا ، وهبطت إلى الوادي تطلب الماء . فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا ، فنظرت إلى إسماعيل حتى فعلت ذلك سبع مرات . فلما كان في الشوط السابع ، وهي على المروة نظرت إلى إسماعيل ، وقد ظهر الماء من تحت رجليه ، فعادت حتى جمعت حوله رملا ، وإنه كان سائلا فزمته بما جعلت حوله ، فلذلك سميت زمزم . وكانت جرهم نازلة بذي المجاز وعرفات ، فلما ظهر الماء بمكة ، عكفت الطير والوحوش على الماء ، فنظرت جرهم إلى تعكف الطير على ذلك المكان ، فاتبعوها حتى نظروا إلى امرأة وصبي نزول في ذلك الموضع ، قد استظلوا بشجرة ، قد ظهر لهم الماء ، فقال لهم جرهم : من أنت وما شأنك وشأن هذا الصبي ؟ قالت : أنا أم ولد إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وهذا ابنه ، أمره الله أن ينزلنا هاهنا . فقالوا لها : أتأذنين أن نكون بالقرب منكم ؟ فقالت : حتى أسأل إبراهيم . قال : فزارهما إبراهيم يوم الثالث ، فقالت له هاجر : يا خليل الله ! إن هاهنا قوما من جرهم يسألونك أن تأذن لهم حتى يكونوا بالقرب منا ، أفتأذن لهم في ذلك ؟ فقال إبراهيم : نعم . فأذنت هاجر لجرهم ، فنزلوا بالقرب منهم ، وضربوا خيامهم ، وأنست هاجر وإسماعيل بهم . فلما زارهم إبراهيم في المرة الثانية ، ونظر إلى كثرة الناس حولهم ، سر بذلك سرورا شديدا . فلما تحرك إسماعيل ، وكانت جرهم قد وهبوا لإسماعيل كل واحد منهم شاة وشاتين ، وكانت هاجر وإسماعيل يعيشان بها ، فلما بلغ مبلغ الرجال ، أمر الله تعالى إبراهيم أن يبني البيت ، فقال : يا رب ! في أي بقعة ؟ قال : في البقعة التي أنزلت على آدم القبة فأضاءت الحرم . قال : ولم تزل القبة التي أنزلها الله على آدم قائمة حتى كان أيام الطوفان في زمان نوح ، فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة ، وغرقت الدنيا ، ولم تغرق مكة ، فسمي البيت العتيق ، لأنه أعتق من الغرق .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 389