نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 359
وقيل : أراد أنه خالقهما وصانعهما . وقيل : معناه يتولى إشراق الشمس من مشرقها ، واغرابها من مغربها . ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) معناه : فأينما تولوا وجوهكم ، فحذف المفعول للعلم به ، فثم أي : فهناك وجه الله أي : قبلة الله ، عن الحسن ، ومجاهد ، وقتادة . والوجه ، والجهة ، والوجهة : القبلة . ومثله الوزن والزنة . والعرب تسمي القصد الذي تتوجه إليه وجها ، قال الشاعر : أستغفر الله ذنبا لست محصيه ، * رب العباد إليه الوجه ، والعمل معناه : إليه القصد بالعبادة . وقيل : معناه فثم الله يعلم ويرى فادعوه كيف توجهتم ، كقوله تعالى : ( يريدون وجهه ) أي : يريدونه بالدعاء . ويقال لما قرب من المكان هنا ، ولما تراخى ثم وهناك . وقوله : ( كل شئ هالك إلا وجهه ) أي : إلا هو ( ويبقى وجه ربك ) أي : ويبقى ربك ، عن الكلبي . وقيل : معناه ثم رضوان الله ، يعني الوجه الذي يؤدي إلى رضوانه ، كما يقال : هذا وجه الصواب ، عن أبي علي ، والرماني . ( إن الله واسع ) أي : غني ، عن أبي عبيدة . وتقديره : غني عن طاعتكم ، وإنما يريدها لمنافعكم . وقيل : واسع الرحمة ، فلذلك رخص في الشريعة ، عن الزجاج . وقيل : واسع المقدور يفعل ما يشاء ( عليم ) أي : عالم بوجوه الحكمة ، فبادروا إلى ما أمركم به . وقيل : عليم أين يضع رحمته على ما توجبه الحكمة . وقيل : عليم بنياتكم حيثما صليتم ، ودعوتم . النظم : ووجه اتصال الآية بما قبلها أن التقدير لا يمنعكم تخريب من خرب المساجد عن أن تذكروه ، حيث كنتم من أرضه ، فلله المشرق والمغرب ، والجهات كلها ، عن علي بن عيسى . وقيل : لما تقدم ذكر الصلاة والمساجد ، عقبه بذكر القبلة وبيانها . ( وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون ( 116 ) ) . القراءة : قرأ ابن عامر : ( قالوا ) بغير واو . والباقون بالواو .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 359