نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 360
الحجة : حذف الواو هنا يجوز من وجهين أحدهما : أن يستأنف الجملة فلا يعطفها على ما تقدم والآخر : إن للجملة التي هي ( قالوا اتخذ الله ولدا ) ملابسة بما قبلها من قوله : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله ) الآية . فإن الذين قالوا اتخذ الله ولدا من جملة هؤلاء الذين تقدم ذكرهم ، فيستغنى عن الواو لالتباس الجملة بما قبلها ، كما استغني عنها في نحو قوله : ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ، ولو كان وهم فيها خالدون ، لكان حسنا . اللغة : الأصل في القنوت : الدوام ، ثم يستعمل على وجوه ، منها : أن يكون بمعنى الطاعة ، كقوله : ( كل له قانتون ) أي : مطيعون . ومنها : أن يكون بمعنى الصلاة ، كقوله : ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) . وبمعنى طول القيام . وروى جابر بن عبد الله قال : سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت ، أي : طول القيام . ويكون بمعنى الدعاء ، قال صاحب العين : القنوت في الصلاة دعاء بعد القراءة في آخر الوتر يدعو قائما ، ومنه قوله : ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما ) ويكون بمعنى السكوت ، قال زيد بن أرقم : كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت ( وقوموا لله قانتين ) ، فأمسكنا عن الكلام . النزول : نزلت الآية في النصارى حيث قالوا : المسيح ابن الله . وقيل : نزلت فيهم وفي مشركي العرب ، حيث قالوا : الملائكة بنات الله . المعنى : لما حكى الله سبحانه قول اليهود في أمر القبلة ، ورد عليهم قولهم ، ذكر مقالتهم في التوحيد رادا عليهم ، قال : ( وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ) أي : إجلالا له عن اتخاذ الولد ، وتنزيها عن القبائح والسوء ، والصفات التي لا تليق به . وروي عن طلحة بن عبيد الله أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن معنى قوله ( سبحانه ) فقال : تنزيها لله عن كل سوء ، بل له ما في السماوات والأرض . هذا رد عليهم قولهم ( اتخذ الله ولدا ) أي ليس الأمر كما زعموا ( بل له ما في السماوات والأرض ) ملكا ، والولد لا يكون ملكا للأب ، لأن البنوة والملك لا يجتمعان ، فكيف يكون الملائكة الذين هم في السماء ، والمسيح الذي هو في الأرض ، ولدا له ؟ فنبه بذلك على أن المسيح وغيره عبيد له ، مخلوقون مملوكون ،
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 360