responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 282


وقوله ( أحاطت به خطيئته ) يحتمل أمرين أحدهما : إنها أحدقت به من كل جانب ، كقوله تعالى ( وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) والثاني : إن المعنى أهلكته من قوله : ( إلا أن يحاط بكم ) وقوله : ( وظنوا أنهم أحيط بهم ) . وقوله : ( وأحيط بثمره ) . وهذا كله بمعنى البوار والهلكة . فالمراد : إنها سدت عليهم طريق النجاة .
وروي عن ابن عباس والضحاك وأبي العالية أن المراد بالخطيئة الشرك . وعن الحسن أنها الكبيرة . وعن عكرمة ، ومقاتل أنها الإصرار على الذنب . وإنما قال : ( من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ) ، ولم يقل وأحاطت به سيئته ، خالف بين اللفظين ، ليكون أبلغ وأفصح .
( فأولئك أصحاب النار ) أي : يصحبون النار ، ويلازمونها ( هم فيها خالدون ) أي : دائمون أبدا ، عن ابن عباس وغيره . والذي يليق بمذهبنا من تفسير هذه الآية قول ابن عباس لأن أهل الايمان لا يدخلون في حكم هذه الآية ، وقوله : ( وأحاطت به خطيئته ) يقوي ذلك ، لأن المعنى : إن خطاياه قد اشتملت عليه ، وأحدقت به ، حتى لا يجد عنها مخلصا ولا مخرجا . ولو كان معه شئ من الطاعات ، لم تكن السيئة محيطة به من كل وجه . وقد دل الدليل على بطلان التحابط . ولأن قوله تعالى : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) فيه وعد لأهل التصديق والطاعة بالثواب الدائم ، فكيف يجتمع الثواب الدائم مع العقاب الدائم ؟
ويدل أيضا على أن المراد بالسيئة في الآية الشرك ، فيبطل الإحتجاج بالآية على دخول العمل في الإيمان ، على ما ذكره أهل التفسير : إن سيئة واحدة لا تحبط جميع الأعمال ، عند أكثر الخصوم ، فلا يمكن إذا إجراء الآية على العموم ، فيجب أن يحمل على أكبر السيئات ، وأعظم الخطيئات ، وهو الشرك ليمكن الجمع بين الآيتين .
( والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ( 82 ) وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست