responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 220


ووجه الحسن في القتل أنه لطف على ما قلناه ، وأيضا فكما يجوز من الله تعالى أن يميت الحي ، فكذلك يجوز أن يأمرنا بإماتته ، ويعوضه على الآلام التي تدخل عليه ، ويكون فيه لطف على ما ذكرناه .
وقوله : ( ذلكم خير لكم عند بارئكم ) إشارة إلى التوبة مع القتل لأنفسهم على ما أمرهم الله به بدلالة قوله : ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) فقوله ( توبوا ) دال على التوبة فكأنها مذكورة وقوله ( فاقتلوا ) دال على القتل ، فكأنه قال : إن التوبة وقتل النفس في مرضاة الله كما أمركم به ، وإن كان فيه مشقة عظيمة خير لكم عند خالقكم من إيثار الحياة الدنيا ، لأن الحياة الدنيا لا تبقى ، بل تفنى ، وتحصلون بعد الحياة على عذاب شديد . وإذا قتلتم أنفسكم كما أمركم الله به ، زالت مشقة القتل عن قريب ، وبقيتم في نعيم دائم لا يزول ولا يبيد . وكرر ذكر ( بارئكم ) تعظيما لما أتوا به مع كونه خالقا لهم .
وقوله ( فتاب عليكم ) هاهنا إضمار تقديره ففعلتم ما أمرتم به فتاب عليكم ، أو فقتلتم أنفسكم فتاب عليكم ، أي : قبل توبتكم ( إنه هو التواب ) أي : قابل التوبة عن عباده مرة بعد مرة . وقيل : معناه قابل التوبة عن الذنوب العظام ( الرحيم ) يرحمكم إذا تبتم ، ويدخلكم الجنة . وفي هذه الآية دلالة على أنه يجوز أن يشترط في التوبة سوى الندم ما لا يصح التوبة إلا به ، كما أمروا بالقتل .
( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ( 55 ) ) .
اللغة : لن نؤمن لك أي : لن نصدقك . يقال : آمن به وآمن له بدلالة قوله تعالى ( قال فرعون آمنتم به ) وفي موضع آخر : ( آمنتم له ) . والرؤية :
الإدراك بالبصر ، ثم يستعمل بمعنى العلم ، يقال رأى ببصره رؤية ، ورأى من الرأي رأيا ، ورأيت رؤيا حسنة . والرواء : المنظر في البهاء والجمال .
والمرآة : التي ينظر فيها ، وجمعها المرائي . وتراءيت بالمرآة : إذا نظرت فيها . وجاء في الحديث : ( لا يتراءى أحدكم بالماء أي : لا ينظر فيه . وتراءى القوم إذا رأى بعضهم بعضا . وتراءى فلان لفلان : إذا تصدى له ليراه ، ويحذفون الهمزة من رأيت في كل كلمة تكون راؤها ساكنة ، تقول رأيت أرى .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست