نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 173
إبليس له كفر . وقال الحسن : يريد بني آدم ، وبني إبليس ، وليس ذلك بأمر ، بل هو تحذير ، يعني إن الله تعالى لا يأمر بالعداوة ، فالأمر مختص بالهبوط والمعاداة يجري مجرى الحال ، لأن الظاهر يقتضي أنه أمرهما بالهبوط في حال عداوة بعضهم بعضا . فأما على الوجه الذي يتضمن أن الخطاب يختص بآدم وحواء ، فالمراد به : إن ذريتهما يعادي بعضهم بعضا . وعلق الخطاب بهما للاختصاص بين الذرية ، وبين أصلها . وقوله : " ولكم في الأرض مستقر " أي : مقر ومقام وثبوت ، بأن جعل الأرض قرارا لكم ( ومتاع ) أي : استمتاع ( إلى حين ) إلى وقت الموت . وقيل : إلى يوم القيامة . وقيل : إلى فناء الآجال أي : كل امرئ [1] مستقر إلى فناء أجله . وقال أبو بكر السراج : لو قال ولكم في الأرض مستقر ومتاع ، لظن أنه غير منقطع ، فقال : ( إلى حين ) أي : إلى حين انقطاعه . والفرق بين قول القائل إن هذا لكم حينا ، وبين قوله إلى حين أن إلى يدل على الانتهاء ، ولا بد أن يكون له ابتداء ، وليس كذلك الوجه الآخر . وفي هذه الآية دلالة على أن الله تعالى لا يريد المعصية ، ولا يصد أحدا عن الطاعة ، ولا يخرجه عنها ، ولا يسبب المعصية لأنه نسب ذلك إلى الشيطان ، جل ربنا وتقدس عما نسبه إلى إبليس والشياطين ، ويدل أيضا على أن لوسوسة إبليس تأثيرا في المعاصي . ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ( 37 ) ) . القراءة : قرأ ابن كثير : " آدم " بالنصب ، و " كلمات " بالرفع . وقرأ الباقون : برفع ( آدم ) ، ونصب ( كلمات ) . الحجة : حجة ابن كثير في نصب ( آدم ) أنه في المعنى كالقراءة الأخرى . فإن الأفعال المتعدية على ثلاثة أضرب : منها ما يجوز فيه أن يكون الفاعل له مفعولا به ، والمفعول فاعلا ، نحو : ضرب زيد عمرا . ومنها ما لا يجوز ذلك فيه ، نحو : أكلت الخبز ونحوه . ومنها : ما يكون إسناده إلى الفاعل في المعنى كإسناده إلى المفعول به ، نحو : نلت وأصبت وتلقيت تقول نالني