responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 154


ولد آدم ، وإن كان الله لا يفعل إلا ما هو الأصلح في التدبير ، والأصوب في الحكمة ، فقال الله تعالى ( أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ) فيما ظننتم من هذا المعنى ، ليدلهم على أنهم إذا لم يعلموا باطن ما شاهدوا ، فهم من أن يعلموا باطن ما غاب عنهم أبعد وثانيها : إنه خطر ببالهم أنه لن يخلق الله خلقا إلا وهم أعلم منه وأفضل ، في سائر أنواع العلم ، فقيل : " إن كنتم صادقين " في هذا الظن ، فأخبروا بهذه الأسماء . وثالثها : إن المراد إن كنتم صادقين في أنكم تعلمون ، لم أجعل في الأرض خليفة ، أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ، لأن كل واحد من الأمرين من علم الغيب ، فكما لم تعلموا أحدهما لا تعلمون الآخر عن ابن عباس .
ورابعها : ما قاله الأخفش ، والجبائي ، وعلي بن عيسى ، وهو : إن المراد إن كنتم صادقين فيما تخبرون به من أسمائهم ، فأخبروا بها . وهذا كقول القائل لغيره أخبر بما في يدي إن كنت صادقا أي : إن كنت تعلم فأخبر به ، لأنه لا يمكنه أن يصدق في مثل ذلك ، إلا إذا أخبر عن علم منه . ولا يصح أن يكلف ذلك إلا مع العلم به . ولا بد إذا استدعوا إلى الإخبار عما لا يعلمون من أن يشترط هذا الشرط .
وعلى هذا فيكون لفظه الأمر ، ومعناه التنبيه ، أو يكون أمرا مشروطا كما يقول العالم للمتعلم : ما تقول في كذا ؟ ويعلم أنه لا يحسن الجواب ، لينبهه عليه ، ويحثه على طلبه ، والبحث عنه .
ولو قال له : أخبر بذلك إن كنت تعلم ، أو إن كنت صادقا ، لكان حسنا . فإذا تنبه على أنه يمكنه الجواب ، أجابه حينئذ ، فيكون جوابه بهذا التدريج أثبت في قلبه ، وأوقع في نفسه . ولا يجوز أن يكون ذلك تكليفا ، لأنه لو كان تكليفا لم يكن تبيينا لهم أن آدم يعرف أسماء هذه الأشياء بتعريف الله إياه ، وتخصيصه من ذلك بما لا يعرفونه هم . فلما أراد تعريفهم ما خص به آدم من ذلك ، علمنا أنه ليس بتكليف . وفي هذه الآية دلالة على شرف العلم وأهله من حيث إن الله سبحانه لما أراد تشريف آدم عليه السلام اختصه بعلم أبانه به من غيره ، وفضله به على من سواه .
( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ( 32 ) ) .
اللغة : الحكمة : نقيض السفه . والإحكام : الإتقان . والحكيم : المانع من الفساد ، ومنه حكمة اللجام لأنها تمنع الفرس من الجري الشديد . قال

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست