نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 144
أعشار [1] ، وأرض أعقال . والمعنى : إن كل ناحية منها كذلك ، فجمع على هذا المعنى ، جعلهن سبع سماوات مستويات بلا فطور ، ولا أمت . قال علي بن عيسى : إن السماوات غير الأفلاك ، تتحرك وتدور ، والسماوات لا تتحرك ولا تدور ، لقوله ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ) وهذا قول ضعيف ، لأن قوله : أن تزولا معناه : لا تزول عن مراكزها التي تدور عليها ، ولولا إمساكه لزالت عنها . سؤال : ظاهر قوله تعالى " ثم استوى إلى السماء " يوجب أنه خلق الأرض قبل السماء ، لأن ( ثم ) للتعقيب والتراخي ، وقوله في سورة أخرى ( والأرض بعد ذلك دحاها ) بخلافه ، فكيف يجمع بينهما ؟ الجواب : معناه إن الله خلق الأرض قبل السماء ، غير أنه لم يدحها . فلما خلق السماء دحاها بعد ذلك . ودحوها : بسطها ومدها ، عن الحسن ، وعمرو بن عبيد . وقد يجوز أيضا أن لا يكون معنى " ثم " و ( بعد ) في هذه الآيات الترتيب في الأوقات ، وإنما هو على جهة تعداد النعم ، والتنبيه عليها ، والأذكار لها ، كما يقول القائل لصاحبه : أليس قد أعطيتك ، ثم رفعت منزلتك ، ثم بعد هذا كله فعلت بك وفعلت . وربما يكون بعض ما ذكره متقدما في اللفظ كان متأخرا ، لأن المراد لم يكن الإخبار عن أوقات الفعل ، وإنما المراد التذكير كما ذكره . وقوله : ( وهو بكل شئ عليم ) ولم يقل قدير ، لأنه لما وصف نفسه بالقدرة والاستيلاء ، وصل ذلك بالعلم ، إذ بهما يصح وقوع الفعل على وجه الإتقان والإحكام . وأيضا فإنه أراد أن يبين أنه عالم بما يؤول إليه حاله ، وحال المنعم به عليه ، فتتحقق بذلك النعمة . وفي هذه الآية دلالة على أن صانع السماء والأرض قادر وعالم ، وأنه تعالى إنما يفعل الفعل لغرض ، وأن له تعالى على الكفار نعما يجب شكره عليهم بها . وفيها أيضا دلالة على أن الأصل في الأشياء الإباحة ، لأنه ذكر أنه خلق ما في الأرض لمنفعة العباد ، ثم صار حظا لكل واحد منهم ، فما يتفرد كل منهم بالتصرف فيه ، يحتاج إلى دليل . ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل
[1] وفي نسخنا المطبوعة والمخطوطة : " برمة " وهي بالضم : القدر من الحجارة . ومعنى برمة أعشار : القدر المكسور على عشر قطع .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 144