responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 127


فلما التقت فرساننا ، ورجالنا ، * دعوا : يا لكعب ، واعتزينا لعامر وقال آخر :
وقبلك رب خصم قد تمالوا * علي فما جزعت ، ولا دعوت [1] وأما قول مجاهد ، فلا وجه له ، لأن الشاهدين لا يخلو إما أن يكونوا مؤمنين ، أو كفارا . فالمؤمنون لا يكونون شهداء للكفار ، والكفار لا بد أن يسارعوا إلى إبطال الحق ، أو تحقيق الباطل ، إذا دعوا إليه . فمن أي الفريقين يكون شهداؤهم ؟ ولكن ينبغي أن يجري ذلك مجرى قوله تعالى : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) وقال قوم : إن هذا الوجه جائز أيضا صحته ، لأن العقلاء لا يجوز أن يحملوا نفوسهم على الشهادة بما يفتضحون به في كلام أنه مثل القرآن ، ولا يكون مثله ، كما لا يجوز أن يحملوا نفوسهم على أن يعارضوا ما ليس بمعارض على الحقيقة . وهذه الآية تدل على صحة نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن الله تعالى تحدى [2] بالقرآن وببعضه . ووجه الاستدلال بها أنه تعالى خاطب قوما عقلاء فصحاء قد بلغوا الغاية القصوى من الفصاحة ، وتسنموا الذروة العليا من البلاغة ، فأنزل إليهم كلاما من جنس كلامهم ، وتحداهم بالإتيان بمثله ، أو ببعضه بقوله : ( فأتوا بعشر سور مثله ) و ( بسورة مثله ) وجعل عجزهم عن ذلك حجة عليهم ، ودلالة على صدق رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهم أهل الحمية والأنفة ، فبذلوا أموالهم ونفوسهم في إطفاء أمره ، ولم يتكلفوا في معارضة القرآن بسورة ، ولا خطبة ، فعلمنا أن المعارضة كانت متعذرة عليهم ، فدل ذلك على أن القرآن معجز دال على صحة نبوته .
( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ( 24 ) ) .
الاعراب : " إن " : حرف شرط . و " لم " : حرف يدخل على الفعل المضارع فينفيه ويجعله بمعنى الماضي ، ويعمل فيه الجزم . و ( تفعلوا ) :



[1] قائله : بستان بن العجل . وفي أكثر النسخ : ( هلعت ) بدل ( جزعت ) .
[2] تحدى الرجل : باراه وغالبه .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست