نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 103
يعطي المؤمنين ، فيكون خذلانا لهم ، وهو في الحقيقة إخبار عن خذلان الله إياهم ، وإن خرج في اللفظ مخرج الدعاء عليهم . ثم قال ( ولهم عذاب أليم ) : وهو عذاب النار ( بما كانوا يكذبون ) أي : بتكذيبهم الله ورسوله فيما جاء به من الدين ، أو بكذبهم في قولهم ( آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) . ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ( 11 ) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ( 12 ) ) . القراءة : قرأ الكسائي : قيل وغيض وسئ وسيئت وحيل وسيق وجئ ، بضم أوائل ذلك كله . وروي عن يعقوب مثل ذلك ، ووافقهما نافع في سئ وسيئت ، وابن عامر فيهما وفي حيل وسيق . والباقون يكسرون كلها . الحجة : في هذه كلها ( 1 ) ثلاث لغات : الكسر ، وإشمام الضم ، وقول بالواو . فأما قيل بالكسر : فعلى نقل حركة العين إلى الفاء ، لأن أصله قول ، ثم قلبت الواو ياء لسكونها ، وانكسار ما قبلها ، وهو قياس مطرد في كل ما اعتلت عينه . وأما الإشمام : فلأجل الدلالة على الأصل مع التخفيف . اللغة : الإفساد : إحداث الفساد ، وهو كل ما تغير عن استقامة الحال . والصلاح : نقيض الفساد . والأرض : مستقر الحيوان ، ويقال لقوائم الفرس أرض لأنه يستقر عليها . قال ( 2 ) : إذا ما استحمت أرضه من سمائه * جرى وهو مودوع ، وواعد مصدق الاعراب : ( إذا ) : لفظة وضعت للوقت بشرط أن يكون ظرفا زمانيا ، وفيها معنى الشرط . وإنما يعمل فيها جوابها . ففي هذه الآية إذا : في محل نصب ، لأنه ظرف . قالوا : لأنه الجواب . ولا يجوز أن يعمل فيه ( قيل لهم ) لأن إذا في التقدير مضاف إلى قيل ، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف ، وكذلك قوله : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ) . وإذا : مبني وإنما بني لتضمنه معنى في ، ولزومه إياه . وقد يكون ( إذا ) ظرفا مكانيا في نحو قولك : خرجت فإذا الناس وقوف أي : ففي المكان الناس وقوف . ويجوز أن ينصب
( 1 ) [ الكلمات ] . ( 2 ) قائله : خفاف بن ندبة السلمي .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 103