نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 104
وقوفا على الحال ، لأن ظرف المكان يجوز أن يكون خبرا عن الجثة . وقيل : مبني على الفتح . وكذلك كل فعل ماض فمبني على الفتح . و ( لا ) : حرف نهي ، وهي تعمل الجزم في الفعل : و ( تفسدوا ) : مجزوم بلا ، وعلامة الجزم فيه سقوط النون . والواو : ضمير الفاعلين . وما في قوله ( إنما ) : كافة كفت إن عن العمل ، فعاد ما بعدها إلى ما كان عليه في الأصل من كونه مبتدأ وخبرا ، وهو قوله ( نحن مصلحون ) : فنحن : مبتدأ ، ومصلحون : خبره . وموضع الجملة نصب ب ( قالوا ) ، كما تقول : قلت حقا أو باطلا . و ( نحن ) : مبنية لمشابهتها للحروف ، وبنيت على الضم ، لأنها من ضمائر الرفع ، والضمة علامة الرفع لأنها ضمير الجمع ، والضمة بعض الواو ، والواو علامة الجمع في نحو ضاربون ويضربون . وقوله ( تفسدوا في الأرض ) : جملة في موضع رفع على تقدير قيل لهم شئ ، فهي اسم ما لم يسم [1] . وقوله ( ألا ) : كلمة تنبيه وافتتاح للكلام ، تدخل على كل كلام مكتف بنفسه نحو قوله ( ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله ) وأصله ( لا ) دخل عليه ألف الاستفهام . والألف إذا دخل على الجحد أخرجه إلى معنى التقرير والتحقيق ، كقوله : ( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) ، لأنه لا يجوز للمجيب إلا الإقرار ببلى . وهم : في ( إنهم ) في موضع نصب بأن . و ( هم ) الآخر : يجوز أن يكون فصلا على ما فسرناه قبل ، ويجوز أن يكون مبتدأ . و ( المفسدون ) خبره ، والجملة خبر إن . وضم الميم من ( هم ) لالتقاء الساكنين ردوه إلى الأصل . النزول : الآية نزلت في المنافقين الذين نزلت فيهم الآيات المتقدمة . وروي عن سلمان ، رضي الله عنه ، أن أهل هذه الصفة لم يأتوا بعد . والأول يقتضيه نظم الكلام . ويجوز أن يراد بها من صورتهم صورة هؤلاء ، فيكون قول سلمان محمولا على أنه أراد بعد انقراض المنافقين الذين تناولتهم الآية . المعنى : المراد : ( وإذا قيل ) للمنافقين ( لا تفسدوا في الأرض ) بعمل المعاصي ، وصد الناس عن الإيمان ، على ما روي عن ابن عباس ، أو بممالأة [2] الكفار ، فإن فيه توهين الاسلام على ما قاله أبو علي ، أو بتغيير