نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 102
قالت الأنساع للبطن الحقي " ، جاز أيضا في الكذب أن يجعل غير نطق في نحو قوله [1] : وذبيانية وصت بنيها * بأن كذب القراطف ، والقروف فيكون في ذلك انتفاء لها ، كما أنه إذا أخبر عن الشئ بخلاف ما هو به ، كان فيه انتفاء للصدق أي : كذب القراطف ، فأوجدوها بالغارة . المعنى : ( في قلوبهم مرض ) المراد بالمرض في الآية الشك والنفاق بلا خلاف ، وإنما سمي الشك في الدين مرضا ، لأن المرض : هو الخروج عن حد الاعتدال ، فالبدن ما لم تصبه آفة يكون صحيحا سويا ، وكذلك القلب ما لم تصبه آفة من الشك يكون صحيحا . وقل : أصل المرض الفتور ، فهو في القلب فتوره عن الحق ، كما أنه في البدن فتور الأعضاء . وتقدير الآية في اعتقاد قلوبهم الذي يعتقدونه في الله ورسوله مرض أي : شك . حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه . وقوله ( فزادهم الله مرضا ) قيل فيه وجوه أحدها : إن معناه ازدادوا شكا عندما زاد الله من البيان بالآيات والحجج ، إلا أنه لما حصل ذلك عند فعله ، نسب إليه كقوله تعالى في قصة نوح عليه السلام : ( لم يزدهم دعائي إلا فرارا ) لما ازدادوا فرارا عند دعاء نوح عليه السلام نسب إليه ، وكذلك قوله ( وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم ) الآيات لم تزدهم رجسا ، وإنما ازدادوا رجسا عندها وثانيها : ما قاله أبو علي الجبائي : إنه أراد في قلوبهم غم بنزول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، المدينة ، وبتمكنه فيها ، وظهور المسلمين وقوتهم ، فزادهم الله غما بما زاده من التمكن والقوة ، وأمده به من التأييد والنصرة وثالثها : ما قاله السدي : إن معناه زادتهم عداوة الله مرضا ، وهذا في حذف المضاف مثل قوله تعالى ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) أي من ترك ذكر الله ورابعها : إن المراد في قلوبهم حزن بنزول القرآن بفضائحهم ومخازيهم ، فزادهم الله مرضا بأن زاد في إظهار مقابحهم ومساويهم ، والإخبار عن خبث سرائرهم ، وسوء ضمائرهم . وسمي الغم مرضا : لأنه يضيق الصدر كما يضيقه المرض وخامسها : ما قاله أبو مسلم الإصفهاني : إن ذلك على سبيل الدعاء عليهم كقوله تعالى ( ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم ) فكأنه دعاء عليهم ، بأن يخليهم الله وما اختاروه ، ولا يعطيهم من زيادة التوفيق والالطاف ما