جميع ما نزل عليه من التنزيل والتأويل والعام والخاص والمحكم والمتشابه .
( السادس ) يجب على القارى معرفة اعراب القرآن حيث ان الرجل يقرأ الآية فيعيى بوجهها فيهلك فيها . وعلى الناظر فى كتاب الله تعالى الكاشف عن اسراره النظر فى الكلمة وصيغتها ومحلها ككونها مبتدأ او خبرا او فاعلا او مفعولا او مبادى الكلام او فى جواب إلى غير ذلك لئلا يقع فى الخطاء .
والمسلمون من الصدر الاول جدوا واجتهدوا فى معرفة اعراب القرآن ومعرفة مفردات القرآن ومادة اشتقاق ألفاظه لئلا يقع الخطاء فى فهم معاينه فالواجب على القارى المتعلم المعرب مراعات امور :
( احدها ) وهو اول واجب عليه ان يفهم معنى ما يريد ان يعربه مفردا او مركبا قبل الاعراب فانه فرع المعنى .
( ثانيها ) ان يراعى ما تقتضيه الصناعة إذ ربما يراعى المعرب وجها صحيحا ولا نظر له فى صحته فى الصناعة فيخطئ .
( ثالثها ) ان يجتنب اطلاق لفظ الزائد فى كتاب الله تعالى فان الزائد قد يفهم منه انه لا معنى له وكتاب الله منزه عن ذلك بل كلما قيل انه زائد فهو للتأكيد والصلة قد جيء لبيان خصوصية ما كما حقق فى محله .
( فائدة ) المستفاد من الآثار ان واضع النحو والاعراب والنقط لغاية صون قرائة القرآن عن اللحن والخطاء هو ابو الاسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلى وهو كان من سادات التابعين واعيانهم صحب على بن ابى طالب عليه السلام وشهد معه وقعة صفين وهو بصرى وكان من اكمل الرجال رأيا واسدهم عقلا .
قيل لأبي الاسود : من اين لك هذا العلم يعنون النحو ، فقال لقنت حدوده من على بن ابى طالب عليه السلام .