فعلى هذا لا يصح الوقف على كلمة الا الله لمكان عطف جملة : ( والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) على قوله : ( إِلَّا الله ) ويكون قوله ( يقولون الخ ) حالية بتقدير وانهم او بتأويل قائلين واطلاق الرسوخ فى العلم على علماء اهل الكتاب فى آية اخرى لا يكون دليلا على الانحصار والاختصاص فان رسوخ جمع فى قسم من العلوم ( علم التوراة والانجيل ) لا يوجب القصر ولا يوجب الشمول على من كان ذا جهل برهة من العمر ثم اخذ من اشباهه : ( وما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الأَلْبابِ ) .
وما عن على عليه السّلام فى وصف الراسخين فى العلم على ما فى خطبة الاشباح من النهج ط 87 ج 1 ص 161 فى الشرح للشيخ محمد عبده المصري من قوله عليه السّلام .
( واعلم ان الراسخين فى العلم هم الذين اغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب فمدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا الخ ) .
لا يدل على عدم علم الراسخين بتأويل المتشابهات من آيات القرآن فان المتشابهات ليست من السدد المضروبة دون الغيوب ومما لم يحيطوا به علما حتى تدل على جهلهم بتأويلها بل المتشابهات كانت من قبيل الايات التى قد تعلق الوضع عليها وكانت مدلولاتها مما فسرها الله تعالى بالمحكمات من الايات حيث جعلها الله سبحانه اصول الكتاب بقوله : ( هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ) وبالرسول حيث جعل بيان - الكتاب للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فى آيات عديدة .
فالاعتراف من الراسخين بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب لا يدل على عدم علمهم بتأويل المتشابهات لما عرفت ان المجهول يغاير المتشابه .
وبالجملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم وآله بيته افضل الراسخين فى العلم قد علمه الله