والمآل من تلك الايات هو ذا من الارجاع إلى الله ولو بالإرجاع إلى ساير الايات التى كانت من المحكمات .
ليكون من قبيل تفسير الايات بالآيات او إلى الذين كانوا راسخين فى علم القرآن بوحي من الله كالرسول او بتعليم من النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم كالائمة الهداة من اهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم ليكون تفسيرا بالسنة .
حيث ان علم تشخيص المفاد والمراد من الايات التى اشتبه مفادها لكثرة المحتملات ( مختص ) على الله والراسخين فى العلم .
كيف لو لم يرجع فى علم المتشابهات إلى الله وإلى الراسخين فى العلم لم يطمئن القلب من الوقوع فى الهلكة ولا يرجع فى ذلك الا من كان ذا ايمان صلب .
فان من كان هذا شأنه يقول آمنا به كل من المحكمات والمتشابهات من عند ربنا وما يذكر الا أولوا الالباب .
واما من كان فى قلبه زيغ وانحراف عن الحق والفطرة السليمة فيتبع ما تشابه من الايات ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله من عند نفسه والحال انه لا يعلم تأويله الا الله والراسخون فى العلم .
ومن البديهى ان الالفاظ التى لم يتحقق لها وضع كفواتح السور او تحقق ولكن وضع الله علم تفصيله عن العباد مثل الروح والجنة والنار واليوم الاخر وحقيقة ذات البارى تعالى شأنه ونظائرها فليست من المتشابهات فان كلا منها من حيث الوضع اللغوي كان من قبيل المحكمات ومن حيث تعيين حقيقة المصداق والوجود الخارجى فكانت من المجهولات التى وضع الله علمها عن العباد فلا تشابه فيها اصلا فان تشابه الايات انما يتحقق فيما اذا كانت الالفاظ من قبيل الموضوعات وطرو التشابه انما كان بتطرق الاحتمال فى تعيين المصاديق لأجل طرو احتمال المخصص والمقيد ونحوهما