responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 238


ولو قال : « نطعمكم لله » ، فإن هذا المعنى الدقيق ، سوف يضيع ، إذ ليس المراد أننا نطعمكم لأجله سبحانه ، وإكراماً له ، ومحبة به . .
بل المراد : أن نجعل الطعام متصلاً به ، مكتسباً منه صفة البقاء واللا انتهاء ، واللا محدودية . .
وثمة فهم آخر لقوله تعالى : * ( لِوَجْهِ الله ) * ، وهو أن يكون المراد : أن الإطعام قد كان لأجل الحصول على إقبال الله تعالى عليهم بوجهه الكريم الرحيم ، وبكل أسمائه وصفاته .
بمعنى أن الله سبحانه يقبل بوجهه ، أي بألطافه ورحماته ، ونعمه ، وخيراته ، ورعايته ، وعنايته على المطعم ، والعامل . . ولذلك قال سبحانه : * ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) * . . أي ستجدونه تعالى مقبلاً عليكم بألطافه التي تعرفكم إياه ، بنحو من أنحاء التعريف ، فإن وجه الشيء ، هو ما يعرف الشيء به ، ويستدل به عليه ، قال تعالى : * ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَ وَجْهَهُ ) * . . لأن عمل الخير متصل به تعالى . . باق ببقائه . . لأن الهالك هو ما ليس فيه جهة إلهية تمنحه البقاء .
لماذا الحصر ب‌ « إنَّمَا » ؟ ! :
وقد سأل سائل عن سبب اختيار كلمة « إِنَّمَا » لإفادة الحصر ، دون الحصر بما وإلا . . فلم يقل : ما نطعمكم إلا لوجه الله تعالى . .
ونقول في الجواب :
هناك إجابتان على هذا السؤال ، هما :
الأولى : أن الحصر ب‌ « إِنَّمَا » هو الراجح ، بل المتعين هنا ، وقد يمكن تقريب رجحانه ، بالقول : إن كلمة « إِنَّمَا » صريحة في إثبات حصر الإطعام بوجه الله ، من بداية الكلام إلى نهايته .

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست