قال تعالى :
* ( إنّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شكوراً ) * .
« إِنَّمَا » :
ثم إنه تعالى قد بين أن الغاية التي كان يتوخاها أولئك الأبرار من إطعام الطعام محصورة في أنها وجه الله سبحانه . . وذلك من خلال كلمة « إِنَّمَا » الدالة على الحصر .
« نُطعِمُكُم » :
وقد جاء التعبير ب « نُطْعِمُكُم » ، ولم يقل : « نعطيكم » ، لأن اللذة الحقيقية للباذلين وأنسهم ، إنما يكون في أن يأكل السائلون هذا الطعام دونهم . . وليست لذتهم في مجرد البذل والأخذ ، لأنهم أرادوا أن يكون أكل السائل لذلك الطعام بديلاً عن أكلهم هم له .
« لِوَجْهِ الله » :
وقد قال تعالى : « لِوَجْهِ الله » ، ولم يقل : « نطعمكم لله » ، لأنه يريد أن يفهمنا : أن المقصود هو جعل الشيء باتجاه الله ، بمعنى إحداث صلة له به تعالى ، ليكون مقرباً إليه . وبإحداث هذه الصلة . . يصبح ذلك الفعل متصلاً بالمطلق واللامتناهي . وبالباقي غير الزائل ، فيكتسب منه صفة الإطلاق والبقاء . ولعل هذا هو المقصود من قوله تعالى : * ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ) * .