ثم إنه تعالى يتابع بيان ما يجزيهم به . . إلى أن يقول : * ( وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ) * .
وذلك كله يفيد : أن ثمة معان ، وخصوصيات معينة ، يريد الله سبحانه لنا أن نتوجه إليها ، لأنها ذات قيمة وأهمية تفرض علينا أن نثقف أنفسنا بها .
كل ما في القرآن مهم لنا :
وملاحظة أخرى نسجلها هنا هي : أن نفس اختيار الله سبحانه من الأواني ما هو من الفضة ، ومن الأكواب ما هو قوارير ، ومن العين ما يسمى بالسلسبيل . . يؤكد لنا على حقيقة : أن ثمة معان دقيقة يريد لنا أن نتلمسها ، ومقاصد هامة يريد لنا أن ننالها ، وغوامض يريد لنا سبر غورها ، وأن ثمة أسراراً لا بد من الوصول إليها .
وحيث إن الحديث قد بلغ بنا إلى هنا ، فإنني أحب لفت النظر إلى أمر هام ، هو :
أن البعض قد يدَّعي : أن أمثال هذه الأمور التي نتوقف عندها ليست بذات أهمية . . ثم هو يحاول التشنيع علينا بالقول : إن الغربيين قد وصلوا إلى القمر ، وفقهاؤنا وعلماؤنا لا يزالون يبحثون في أحكام الحيض والاستحاضة . .
فلماذا ندقق في المراد من الأرائك ، ولماذا نبحث عن السلسبيل ، وعن القطوف الدانية ، وعن الأكواب من فضة ، وعن عرش بلقيس ، وعن الطوفان ، وعن صنع السفينة ، وعن قصة الهدهد ، وعن آية تحريم ما حرمه النبي [ صلى الله عليه وآله ] على نفسه يبتغي مرضاة أزواجه ، وعن الحيض ، وعن شكوك الصلاة ، وعن الاستئذان قبل صلاة الفجر ، وعن آية