إن بعض نساء ذلك الجيش ، وهي هند أم معاوية ، قد استخرجت كبد عمه الحمزة ، وحاولت أن تأكل منه .
أمّا ابن عمّه علي « عليه السلام » الذي كان يبكي لأي مشهد عاطفي يواجهه ، فإنه ذلك الرجل القوي ، والحازم ، والشجاع ، الذي يقتل في ليلة الهرير مثلاً خمس مائة وثلاثة وعشرين رجلاً ، وهو الذي اقتلع باب خيبر وقتل مرحب اليهودي ، و كان قد قتل عمرو بن عبد ود في غزوة الخندق .
أمّا الإمام الحسين « عليه السلام » الذي بكى في أكثر من مقام في كربلاء فيحارب ثلاثين ألفاً بسبعين رجلاً من أصحابه ، ثم يُذبح طفله الرضيع على يديه من الوريد إلى الوريد ، فيتلقّى دمه بكفّه ويلقي به نحو السماء ، ويقول : « هوّن ما نزل بي أنه بعين الله » [1] . . فكيف نفسّر هذا البكاء ، وهذه الرقّة هنا ، وهذا الحزم وتلك الشدّة هناك ؟ .
وفي مقام الإجابة على هذا السؤال نقول :
إن البكاء ليس دليل ضعف ؛ لأن الله « عز وجل » ، من خلال الفطرة والإيمان ، والعلم والعمل ، قد جعل شخصية النبي