الإنسان يريد أن يكون مطلق العنان ، يعمل على هواه ويمارس ما يحلو له .
إن المشكلة عنده ليست في الاعتقاد بالإله ، إذا كان هذا الإله لا شغل له معه . وليس في الاعتقاد بالنبي ، إذا كانت النبوة مقاماً ، وملكاً ، ومنصباً دنيوياً ، همها المال ، والجاه ، والنساء ، وغير ذلك .
وقد كان المشركون على استعداد لأن يعطوا النبي « صلى الله عليه وآله » كل ما يريد ، من مال أو ملك ، ونساء ، وغير ذلك . ولكن بشرط أن لا يقول لهم أن هناك آخرة وحساب وعقاب وثواب ، لأن ذلك يعني مصادرة قرارهم ، وتقييد حرياتهم ، وهم يريدون أن يكونوا أحراراً في دنياهم - حسب فهمهم - يدعّون اليتيم ، ولا يحضّون على طعام المسكين ، ويراؤون ، ويمنعون الماعون ، وعن صلاتهم يسهون ، ويغفلون . . * ( بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ) * .
وربما يكون هذا مرجحاً لأن يكون المقصود بالدين هو الجزاء في يوم الجزاء ، ولعل هذا هو بعض ما يرمي إليه الإسلام من اهتمامه بالآخرة ، وزيادة يقين الناس