وعن سائر الإعتقادات بمصطلحات فلسفية أو مقتبسة من علم المنطق أو غيره . وإنما دخل إلى الأمور الاعتقادية من باب لغة الحياة ، حيث ربطها بصورة مباشرة بالشأن الحياتي العملي المتجسد والملموس . لتستقر هذه الإعتقادات في القلب من خلال الإحساس ، والشعور المباشر والعميق . ولتتخذ موقعها القيادي والمحرك في هذا القلب .
فمثلاً ، تحدث الله عن التوحيد وربطه بالليل ، من موقع كونه سكناً لهم ، ثم ربطه بالنهار ، من موقع كونه مناسباً للابتغاء من فضل الله سبحانه ثم ربط كلا الأمرين بالرحمة الغامرة ، التي تعمل على توفير الأجواء الحياتية الملائمة للسعي نحو التكامل باستمرار .
قال تعالى : * ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ) * [1] .
* ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) * [2] .