لماذا الحمد ؟ ! :
ونحن إنما نحمده من موقع العرفان بالفضل ، الذي يقتضي الشكر للمنعم ، لأن الإنسان حين يريد أن يتعامل مع الله سبحانه لا بد أن يعرفه أولاً . وأعمق درجات المعرفة هي المعرفة الوجدانية . وأعمقها وأشدها تأثيراً هي تلك الناشئة من إحساس الإنسان بالنعمة التي تستلزم معرفة المنعم والمحسن ، بدرجة من درجات المعرفة .
وهذا هو الشيء الذي يتعاطى معه الإنسان بوجدانية وواقعية أكثر وأعمق . حيث تتناغم المعرفة الحسية في مستواها الداني مع ما هو أرقى وأسمى منها وهي المعرفة الوجدانية والضميرية والفطرية ، التي هي أبعد أثراً من المعرفة التصورية الفكرية ، التي هي على حد المعادلات الرياضية ، أو العقلية الفلسفية ، أو حتى الأمور الغيبية الصرف .
إذ أن الغيب هذا إنما يدخل إليه الإنسان من خلال الحس الوجداني ، من حيث ملامسته ومساسه بوجوده ، وبحياته ومستقبله .
لغة القرآن في التربية العقائدية :
ولأجل هذه الحقيقة الآنفة الذكر نلاحظ : أن الله سبحانه في قرآنه الكريم لم يتكلم عن التوحيد ، وعن الله ، وعن الآخرة ،