وتستمر المسيرة في هذا الحمد إلى الحياة الأخرى لتكون : * ( آَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) * لما شهدوه ويشهدونه من تربية ورعاية إلهية مستمرة ومتلاحقة .
وكل ذلك يفسر لنا أيضاً : السبب في كون كلمة الحمد هي أول كلمة بعد البسملة في سورة الحمد ، والسبع المثاني . ويتضح من ثم أن الآية منسجمة تمام الانسجام ، ولا مجال لأي توهم أو اعتراض .
لماذا لم يقل : الحمد لرب العالمين ؟ ! :
وأما لماذا لم يقل : الحمد لرب العالمين . بل قال : * ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) * . فلعله لأنه يريد منا أن نتعامل معه ، وأن نرتبط به سبحانه بما هو مستجمع لصفات الجمال والجلال ، صفات الفعل ، وصفات الذات ، ثم يُتبع ذلك بالتنصيص على صفة المربي لتكون هذه التربية هي المبرر لمبادرتنا إلى حمده بما له من صفات الألوهية الكاملة والمطلقة .
وذلك لأنه تعالى إنما تعامل مع هذا الوجود كله من موقع ألوهيته له ولكل المخلوقات . وقد جاءت صفات الفعل ، مثل : المربي ، والخالق ، والرازق ، والرؤوف ، والرحيم ، والقوي ، . . الخ ، لتجسد هذا التعامل .