أو شبعان أو نعسان أو يقظان . وهذه الصفات بهذه الصيغة ليست من صيغ المبالغة ، وإنما هي تدل على وجود الصفة في موصوفها على نحو التمام والكمال ، فكلمة « غضبان » مثلاً ، كما يقول أهل اللغة معناها الشخص الممتلئ غضباً [1] أو « الذي يغضب سريعاً . وقيل : شديد الغضب » [2] .
فإذا كان المراد ب « الرَّحْمَنِ » هو أنه عز وجل ممتلئ رحمة ، فلازم ذلك أن تصدر عنه الرحمات بكثرة ، فيرحم سبحانه المؤمن والكافر ، والعالم والجاهل ، والكبير والصغير ، والغني والفقير ، وما إلى ذلك .
فما قاله الطبرسي وغيره : « الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : اسمان وضعا للمبالغة ، واشتقا من الرحمة وهي النعمة إلا أن فعلان أشد مبالغة من فعيل » [3] .
وقال ابن منظور عن كلمة رحمان : « معناه الكثرة » . وقال : « فعلان من أبنية ما يبالغ في وصفه » [4] .