إن هذا الوصف يمتد إلى الآخرة أيضاً ، ليكون المؤمن مرحوماً فيها . وليناسب ذلك معنى الثبات والدوام فيها .
ولأجل ما تقدم نجدهم يقولون : « رحمان الدنيا ورحيم الآخرة » .
ونحن بدورنا نقول :
إن ما ذكروه مشكوك فيه ، بل الله سبحانه رحمان في الدنيا والآخرة ، ورحيم فيهما معاً أيضاً .
وقد ورد في الحديث الشريف : « رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما » [1] .
وقال تعالى : * ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا ) * [2] ، وقال سبحانه : * ( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ ) * [3] .
واستعملت « الرَّحِيمِ » للحديث عن رحمته تعالى في الدنيا ، قال تعالى : * ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) * [4] .
وهذا هو السر في التركيز على هاتين الصفتين في أعظم آية في القرآن الكريم ، وذلك لأن كلمة رحمان تساوي كلمة غضبان