هذا القول فيه نوع من التوسع ، فلعل الطبرسي وغيره من المفسرين وأهل اللغة ، ذكروا لازم المعنى ، فصوروه لنا على أنه هو المعنى نفسه ، بنوع من التوسع أو التسامح .
أما بالنسبة لكلمة : « الرَّحِيمِ » فيمكن أن تكون للمبالغة مثل عليم ، بمعنى كثير العلم . وقد تكون صفة مشبهة لمجرد إفادة ثبوت الوصف من دون أي مبالغة أو تكثير ، مثل مريض ، وقديم وكبير وصغير .
ولكننا إذا رجعنا إلى الآيات القرآنية ، فإننا نجد أنها في الأكثر قد وردت وإلى جانبها كلمات هي : غفور ، تواب ، رؤوف ، ودود ، بر عزيز .
وهذه الصيغ إما هي للمبالغة ، كالأربعة الأول ، وهي واقعة في عشرات الآيات ، أو أنها صفة مشبهة كالكلمتين الأخيرتين ، اللتين وردتا في موارد قليلة جداً ، والصفة المشبهة تدل على نسبة الصفة للموصوف ، وقيامها فيه فعلاً ، من دون إشارة إلى معنى الحدوث . . فاقتران كلمة « الرَّحِيمِ » بصيغ المبالغة يشير إلى أنها صيغة مبالغة مثلها ككلمة : « عَلِيمِ » . . إذ المفروض وجود تجانس فيما بين الصفتين سوّغ للذوق أن يعقب إحداهما بالأخرى . إذ لو كانت إحداهما للمبالغة دون الأخرى ، فإن مستوى الانسجام والتجانس سوف يضعف ، وسيشعر القارئ بوجود نقلة غير طبيعية ، بعيدة عن السهولة بصورة عامة .