وقد ورد النهي عن المعصومين « عليهم السلام » عن التعمق في التفكير في حقيقة الذات الإلهية [1] .
غاية الأمر أننا حينما نلاحظ كثرة صدور الرحمات ، أو فقل : الأمور التي هي من لوازم الرحمة بزعمنا ، أو بحسب تصورنا ، منه تعالى ؛ فإن ذلك يجعلنا ننسب إليه تعالى صفة : رحمان ، أو رحيم .
تحديد معنى الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ :
وأما بالنسبة لمعنى هذين اللفظين ، فإننا نقول :
قالوا : إن كلمة « الرَّحْمَنِ » ، تفيد المبالغة ، أي الذي يفيض الرحمة وتصدر عنه كثيراً ، ومن كل جهة . ومعنى ذلك :
أنها وصف لا يختص بالمؤمن ، بل يعم الكافر أيضاً .
أنها - والحالة هذه - إنما تناسب الحياة الدنيا ، إذ ليس للكافر منها في الآخرة من نصيب .
وقالوا : إن كلمة « الرَّحِيمِ » صفة مشبهة ، أي أنها تدل على وجود الصفة في الموصوف بصورة ثابتة ودائمة ، ومعنى ذلك :
أن هذا إنما يناسب المؤمن دون الكافر ، لأن المؤمن هو الذي يستحق الرحمة الدائمة .