العامية والسطحية ، بل هو يتجاوزه ليكون على مستوى الطريقة الإلهية ، التي تمثل العمق والأصالة والدقة .
وذلك لأن كلاّ منا يريد البركة ويتطلبها . وهي تعني الزيادة والنمو والتكامل المعنوي والمادي . ولكننا حين نجد أنهم « عليهم السلام » قد طلبوا منا أن لا ندع البسملة في أي شيء صغيراً كان أو كبيراً [1] ، وبدونها سيكون مبتوراً وناقصاً . فإن ذلك يعني : أن الأمر ليس مجرد بركة وشرف وتكريم ، بل هو أكبر من ذلك وأهم .
ويلفت نظرنا هنا قوله « صلى الله عليه وآله » : « لا يبدأ فيه » ولم يقل : ليس معه ، أو : لم يسبقه .
النقص في البداية وفي النهاية :
ولا بد أيضاً من التوقف والتأمل في هذا التقابل الذي يقرره هذا الحديث ؛ حيث فرض أن البدء من جهة هو نفسه الذي يوجب النقص أو الكمال في الجهة المقابلة .
مع أنك إذا قلت : إذا لم تفعل الأمر الفلاني ، فإن عملك سيكون ناقصاً ، فإن نقصه إنما يكون من جهة نفس عدم فعلك للأمر الفلاني المشار إليه آنفاً . ولكن الأمر هنا ليس كذلك ، فإن النقص للبسملة إنما جاء في جهة أول الفعل ، والبتر والنقص قد