إن مما لا شك فيه أن ثمة معانٍ جميلة ومميزة ولطائف ومعارف في * ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) * ، يريد الله تعالى منا أن ندركها بعمق ، وأن نتفاعل معها بوعي ومسؤولية ، فما هي تلك المعاني ؟ وهل يمكننا نيلها أو نيل بعضها ولو بدرجة متواضعة ؟ .
إننا قبل كل شيء نشير إلى ما ذكره العلامة الطباطبائي « رحمه الله » من أن الناس ربما يبدؤون في عمل ، أو يحققون إنجازاً فيقرنونه باسم عزيز على قلوبهم ، أو كبير من كبرائهم ، ليكتسب عملهم بذلك شرفاً ، أو بركة ، أو ليخلدوا اسم ذلك العزيز ، أو الكبير ويبقى ببقاء ذلك العمل . ومن هنا نجدهم يسمون إنساناً أو مؤسسة ، أو غير ذلك باسم من يحبونه ، أو يعظمونه ليبقى الاسم ببقاء المسمى الجديد . لأن بقاء المسمى - والحالة هذه - نوع بقاء للاسم ثم لصاحب الاسم الحقيقي ، ومن هذا القبيل من يسمي ولده باسم والده تكريماً لذلك الوالد [1] .
ونقول :
إننا لا ننكر : أن الأمر ينتهي إلى التشريف ، والتكريم والبركة . ولكن الأمر بالنسبة لاعتبار البسملة جزءاً من كل أمر لا يقتصر على هذه الاعتبارات التي يتعامل معها الناس بالطريقة