نفعاً ، ولا يملك أن يدفع عن نفسه ، ولا عن غيره بيد ، ولا بلسان ولا بموقف ، ولا برأي ولا بغير ذلك . ويكون الله سبحانه فقط هو المتصرف والمهيمن ، والمحاسب ، والمجازي . . الخ . .
إن أحداً يوم القيامة لن يكون قادراً على التصرف بماله ، ولا بقوته ، ولا بمنصبه ، ولا بموقعه الاجتماعي ، أو السياسي ، ولا بلسانه ، ولا بيده ، ولا بغير ذلك .
فلله إذن حق التصرف في كل شيء كيفما شاء وحسبما يريد ، ومن هنا يتضح أن كلمة « المجازي » أو « المحاسب يوم الدين » ليست هي الاختيار الأصلح ولا الأنسب في الآية الكريمة .
يَوْمِ الدِّينِ :
وأما بالنسبة لكلمة : * ( يَوْمِ الدِّينِ ) * فإننا نقول :
إنها تشير إلى الجزاء ، وإلى الهيمنة الجزائية العادلة . لأنها فرضت وجود دين وجزاء مقابل عمل فهي إذن ليست هيمنة عشوائية ظالمة ومعتدية ، ومتسلطة بلا مبرر .
وهي كذلك توحي بوجود عمل صحيح تارة وعمل فاسد تارة أخرى ، لا بد أن يستتبع في كل حالة ما يناسبها ؛ وهذا إيحاء بالعدل ؛ فلا يريد الله أن يظلم أو يعتدي على أحد . بل يريد أن يجازيك بحسب عملك ؛ فأنت السبب في كل ما يجري لك وعليك ، إذ كما تدين تدان . * ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا