عليه الدائمة والثابتة ، وهي ألوهية وربوبية ثابتة ، ورعاية دائمة ، وفيض مستمر ، يكون به قوام الوجود واستمراره . وهذا ما يفسر عمق هذا المالكية وثباتها ودوامها ورسوخها ، ويشير إلى حقيقتها وكنهها .
وهو أيضاً يجعلنا نفهم بعمق حقيقة : أنه تعالى مصدر كل المالكيات الأخرى . فهو يعطيها ، وهو يلغيها ، متى شاء وكيف شاء . قال تعالى : * ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) * [1] .
وقال سبحانه : * ( مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ) * [2] .
وقال جل شأنه : * ( يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) * [3] .
وقال تعالى : * ( أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ ) * [4] .
نعم . . إن كل المالكيات الأخرى تزول وتتلاشى ، حتى ملكيتنا ليدنا ولسائر جوارحنا . فلا يملك أحد لأحد ضراً ولا