يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) * [1] و * ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) * [2] .
إذن فكلمة « الدين » تشير ولو بطرف خفي إلى هذا العدل . فهي إذن هنا أنسب من كلمة « القيامة » أو « يوم الحساب » ونحو هما ، لا سيما بعد تلك المسيرة الطويلة عبر النعم والألطاف الإلهية ، بدءً من بسم الله الرحمن الرحيم ، وانتهاءً بصفتي الرحمانية والرحيمية .
لأن هذا « الدين » قد استبطن العدل من موقع كونه تعالى ، حكيماً . فإذا دخلت إلى محكمة يوم الدين من باب الرحمانية والرحيمية ، فإن باستطاعتك أن تجعل نتيجة هذه المحكمة لصالحك . إذا كنت ممن يستحق الرحمة .
مالكية الله سبحانه للدنيا :
وأما لماذا لم يشر الله سبحانه هنا إلى مالكيته للدنيا أيضاً ؛ فقد تقدم : أنه تعالى بعد أن أشار إلى رعايته وتربيته للعالمين من موقع الربوبية ، قد أراد أن ينقل هذا الإنسان إلى يوم الجزاء ، حيث يجد نفسه فاقداً لأي لون من ألوان المالكية . ولا يمكنه إلا أن ينقاد لإرادة الله سبحانه ، حيث تجري عليه أحكامه .