responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 93


مستطيعين للخروج فلم يخرجوا .
وقال سبحانه : * ( ولِلَّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْه سَبِيلًا ) * ، فأوجب الحجّ على الناس والاستطاعة قبل الحجّ ، فكيف ظنّ أبو جعفر [ الصدوق ] أنّ من شرط الاستطاعة للزنا وجود المزنيّ بها ، وقد بيّنّا أنّ الإنسان يستطيع ذلك مع فقد المرأة وتعذّر وجودها ، وإن ثبت الخبر الذي رواه أبو جعفر [1] رحمه اللَّه فالمراد بالاستطاعة فيه التّيسير للفعل وتسهيل سبيله ، وليس عدم السبيل موجبا لعدم الاستطاعة لما قدّمناه من وجود الاستطاعة مع المنع ، وهذا باب إن بسطناه طال القول فيه ، وفيما أثبتناه من معناه كفاية لمن اعتبره [2] .
زيارة قبور الحجج المسألة الرابعة والعشرون : قال السائل : قد أجمعنا على أنّ الحجج عليه السّلام أحياء غير أموات يعون ويسمعون ، فهل هم في قبورهم ؟ فكيف يكون الحيّ في الثرى باقيا ؟
والجواب : أنّهم عندنا أحياء في جنّة من جنان اللَّه عزّ وجلّ يبلغهم السّلام عليهم من بعيد ويسمعونه من مشاهدهم ، كما جاء الخبر بذلك مبنيّا على التفصيل ، وليسوا عندنا في القبور حالَّين ولا في الثرى ساكنين وإنّما جاءت العبادة بالسعي إلى مشاهدهم والمناجاة لهم عند قبورهم امتحانا وتعبّدا ، وجعل الثواب على السعي والإعظام للمواضع التي حلَّوها عند فراقهم دار التكليف وانتقالهم إلى دار الجزاء . وقد تعبّد اللَّه الخلق بالحجّ إلى البيت الحرام والسعي إليه من جميع البلاد والأمصار ، وجعله بيتا له مقصودا ، ومقاما معظَّما محجوجا ، وإن كان اللَّه عزّ وجلّ لا يحويه مكان ولا يكون إلى مكان ، أقرب من مكان فكذلك يجعل مشاهد الأئمّة عليهم السّلام مزورة ، وقبورهم مقصودة ، وإن لم تكن ذواتهم لها مجاورة ، ولا أجسادهم فيها حالَّة [3] .



[1] الكافي 1 : 160 / 1 .
[2] تصحيح الاعتقاد : 48 ، والمصنفات 5 : 63 .
[3] الرسالة العكبرية ( الحاجبيّة ) : 129 ، والمصنفات 6 : 79 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست