وقال عليه السّلام : إذا دخل الطَّائر الأهلي إلى الحرم فلا يمسّ ، إنّ اللَّه تعالى يقول : " ومن دخله كان آمنا " [1] ، [2] .
[ انظر : سورة النور ، آية 22 . ] * ( واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّه جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا . . . ) * ( آل عمران / 103 ) القول في العصمة ما هي ؟
أقول : إنّ العصمة في أصل اللغة هي ما اعتصم به الإنسان من الشيء ، كأنّها ممتنع به عن الوقوع فيما يكره ، وليس هي جنسا من أجناس الفعل ، ومنه قولهم : " اعتصم فلان بالجبل " إذا امتنع به ، ومنه سميّت " العصم " وهي وعول الجبال لامتناعها بها .
والعصمة من اللَّه تعالى ، هي التوفيق الذي يسلم به الإنسان ممّا يكره إذا أتى بالطاعة ، وذلك مثل إعطائنا رجلا غريقا حبلا ليتشبّث به فيسلم ، فهو إذا أمسكه واعتصم به ، سمّي ذلك الشيء عصمة له ، لما تشبّث به فسلم به من الغرق ، ولو لم يعتصم به لم يسمّ عصمة .
وكذلك سبيل اللطف ، أنّ الإنسان إذا أطاع ، سمّي توفيقا وعصمة ، وإن لم يطع لم يسمّ توفيقا ولا عصمة .
وقد بيّن اللَّه ذكر هذا المعنى في كتابه بقوله : * ( واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّه جَمِيعاً ) * وحبل اللَّه هو دينه .
ألا ترى إنّهم بامتثال أمره يسلمون من الوقوع في عقابه ، فصار تمسّكهم بأمره