responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 83


* ( وانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ) * ، يعني عظام الأموات من الناس كيف نخرجها من تحت التراب * ( ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً ) * فيعود حيوانا ، كما كانت بعد تفرّق أجزائها واندراسها بالموت . * ( فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَه ) * ذلك شاهد الأعجوبة فيه . * ( قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) * .
وهذا منصوص في القرآن ، مشروح في الذكر والبيان ، لا يختلف فيه المسلمون وأهل الكتاب ، وهو خارج عن عادتنا ، وبعيد من تعارفنا ، منكر عند الملحدين ، ومستحيل على مذهب الدهريين والمنجّمين وأصحاب الطبائع من اليونانيّين ، وغيرهم من المدّعين الفلسفة والمتطببّين .
على [ أنّ ] ما يذهب إليه الإمامية في تمام استتار صاحبها [ المهدي ] وغيبته ومقامه على ذلك طول مدّته أقرب في العقول والعادات ، [ ممّا ] أوردناه من أخبار المذكورين في القرآن .
فأيّ طريق للمقرّ بالإسلام إلى إنكار مذهبنا في ذلك ، لولا أنّهم بعداء من التوفيق مستمالون بالخذلان .
وأمثال ما ذكرناه وإن لم يكن قد جاء به القرآن ، كثير قد رواه أصحاب الأخبار وسطَّره في الصحف أصحاب السير والآثار ، من غيبات ملوك الفرس عن رعاياهم دهرا طويلا لضروب من التدبيرات ، لم يعرف أحد لهم فيها مستقرّا ، ولا عثر لهم على موضع ولا مكان ، ثم ظهروا بعد ذلك وعادوا إلى ملكهم بأحسن حال .
وكذلك جماعة من حكماء الروم والهند وملوكهم ، وكم كانت لهم غيبات وأخبار بأحوال تخرج عن العادات .
لم نتعرّض لذكر شيء من ذلك ، لعلمنا بتسرّع الخصوم إلى إنكاره ، لجهلهم ودفعهم صحّة الأخبار به ، وتعويلهم في إبطاله على بعده من عاداتهم وعرفهم ، فاعتمدنا القرآن فيما يحتاج إليه منه ، وإجماع أهل الإسلام ، ولإقرار الخصم بصحّة ذلك ، وأنّه من عند اللَّه تعالى ، واعترافهم بحجة الإجماع .
وإن كنّا نعرف من كثير منهم نفاقهم بذلك ، ونتحقّق استنباطهم بخلافه ، لعلمنا

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست