في حدّ دخول الليل ما ذكرناه بصفته ومعناه الذي قدّمناه ، فروي : أنّه قال : " إنّ المشرق مظلّ على المغرب هكذا - ورفع إحدى يديه على الأخري - فإذا غربت الشمس من هاهنا - وأومأ إلى يده التي خفضها - عدمت الحمرة من هاهنا - وأومأ إلى يده التي رفعها [1] " [2] .
المراد من الأهلَّة فجعل تعالى الأهلَّة علامات الشهور ، ودلائل أزمان الفروض ، ومواقيت للناس في الحجّ والصوم ، وحلول آجال الدّيون ، ومحلّ الكفّارات ، وفعل الواجب والمندوب إليه .
روى حمّاد بن عثمان عن عبيد اللَّه بن علىّ الحلبي ، عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام : أنّه سئل عن الأهلَّة فقال : هي أهلَّة الشهور ، فإذا رأيت الهلال فصم ، وإذا رأيته فأفطر [3] .
وروى عبد اللَّه بن مسكان عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : سألته عن الأهلَّة فقال : " هي أهلَّة الشهور ، فإذا رأيت الهلال فصم ، وإذا رأيته فأفطر " [4] .
وروى ابن أبي عمير عن أيّوب بن نوح ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : " إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ، وليس بالرأي ولا بالتظنّي " [5] .
فالهلال علامة الشهر ، وبه وجبت العبادة في الصيام والإفطار والحجّ وسائر ما يتعلَّق بالشهور على أهل الشرع ، وربّما خفي لعارض أو استتر عن أهل مصر لعلَّة ، وظهر لغير أهل ذلك المصر ، ولكنّ الفرض إنّما يتعلَّق على العباد به ، إذ هو العلم دون