responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 514


والجمادات وإن فارقت الحيوانات بالجمادية ، فهي متذلَّلة للَّه عزّ وجلّ من حيث لم تمتنع من تدبيره لها وأفعاله فيها . والعرب تصف الجمادات بالسجود وتقصد بذلك ما شرحناه في معناه .
ألا ترى إلى قول الشاعر ، وهو زيد الخيل :
بجمع تضلّ البلق في حجراته ترى الأكّم فيه سجدا للحوافر أراد أن الأكّم الصلاب في الأرض لا تمتنع من هدم حوافر الخيل لها ، وانخفاضها بها بعد الارتفاع . وقال سويد الشاعر :
ساجد المنخر لا يعرفه خاشع الطرف أصمّ المستمع والتذلَّل بالاضطرار والاختيار للَّه عزّ اسمه ، يعمّ الجماد ، والحيوان الناطق والمستبهم معا .
فالمتذلَّل للَّه تعالى بالاختيار ، والفعل من نفسه ، هو الحيّ العاقل المكلَّف المطيع .
والمتذلَّل له بالاضطرار ، هو الحي المستبهم ، والناطق الناقص عن حدّ التكليف ، والكامل الكافر أيضا .
والجمادات جميعهم معرّف بتدبير اللَّه تعالى وغير ممتنع من أفعاله به وآثاره فيه ، فالكلّ إذا سجّد للَّه جلّ اسمه ، متذلَّل له خاضع ، على ما بيّنّاه . وهذا ما لا يخيّل معناه على من له فهم باللسان [1] .
النفس تفنى وتفسد والذي صرّح به أبو جعفر [ الصدوق رحمه اللَّه ] في معنى الروح والنفس ، هو قول التناسخيّة بعينه من غير أن يعلم أنّه قولهم ، فالجناية بذلك على نفسه وعلى غيره عظيمة .



[1] الرّسالة العكبرية ( الحاجبية ) : 101 ، والمصنفات 6 : 32 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 514
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست