وصوم جزاء الصيد واجب ، قال اللَّه عزّ وجلّ : فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِه ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً [1] .
فإذا لم يجد الجزاء نظر قيمته ، وفضّها على البرّ ، فصام لكلّ نصف صاع يوما .
وصيام الاعتكاف واجب ، وفرض ذلك على لسان الرّسول صلَّى اللَّه عليه وآله [2] ، قال اللَّه تعالى :
وما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوه وما نَهاكُمْ عَنْه فَانْتَهُوا [3] . فالوجه في وجوب صيام الاعتكاف من جهة النبىّ صلَّى اللَّه عليه وآله أنه لمّا اعتكف كان صائما ، ولم ير عليه السّلام معتكفا بغير صيام ، وكان صيام الاعتكاف ما أتانا به .
وصيام النذر واجب ، قال اللَّه تعالى : وأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّه إِذا عاهَدْتُمْ [4] ، وقال : إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا [5] .
وأمّا الصوم الحرام فصوم يوم الفطر ، ويوم الأضحى ، وثلاثة أيّام التشريق ، وصوم يوم الشكّ على أنّه من شهر رمضان ، فإن صامه الإنسان على أنّه من شعبان أحسن وأصاب . وقد تقدّم [6] القول فيه بما يغني عن إعادته هاهنا وصوم الصمت حرام ، وصوم الوصال حرام ، وهو أن يجعل الإنسان عشاه سحوره ، وصوم الدّهر حرام ، وصوم نذر المعصية حرام [7] .
أحكام الصيام فأوجب فرض الصيام في الجملة على سائر المؤمنين بعموم اللفظ المنتظم للجميع ، وعمّ به سائر المؤمنات بقرينة اللفظ من الإجماع ودليله المبيّن ، إلَّا من خصّه