responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 502


وجلوا عن نبيهم صلَّى اللَّه عليه وآله ، الكرب والأحزان ، وظهر بذلك شدّتهم على الكفّار ، كما وصفهم اللَّه تعالى في محكم القرآن ، وكانوا من التواصل على أهل الإسلام والرحمة بينهم على ما ندبوا إليه ، فاستحقّوا الوصف في الذكر والبيان .
فأمّا إقامتهم الصلاة وابتغاؤهم من فضل اللَّه تعالى القربات ، فلم يدفعهم عن علوّ الرتبة في ذلك أحد من الناس ، فثبت لهم حقيقة المدح ، لحصول مثلهم فيما أخبر اللَّه تعالى عنهم في متقدّم الكتب ، واستغنينا بما عرفنا لهم ممّا شرحناه في استقراء غيرهم ، ممّن قد ارتفع في حاله الخلاف ، وسقط الغرض بطلبه على الاتّفاق .
ثم نظرنا فيما ادّعاه الخصوم لأجل أئمّتهم ، وأعظمهم قدرا عندهم من مشاركة من سميّناه فيما ذكرنا من الصفات وبيّنّاه ، فوجدناهم على ما قدّمناه من الخروج عنها ، واستحقاق أضدادها على ما رسّمناه .
وذلك أنّه لم يكن لأحد منهم مقام في الجهاد ، ولا عرف لهم قتيل من الكفّار ، ولا كلَّم كلاما في نصرة الإسلام ، بل ظهر منه الجزع في مواطن القتال ، وفرّ في يوم خيبر وأحد وحنين ، وقد نهاهم اللَّه تعالى عن الفرار ، وولَّوا الإدبار مع الوعيد لهم على ذلك في جلىّ البيان ، وأسلموا النبي صلَّى اللَّه عليه وآله للحتوف في مقام بعد مقام ، فخرجوا بذلك عن الشدّة على الكفّار ، وهان أمرهم على أهل الشرك والضلال ، وبطل أن يكونوا من جملة المعنيّين بالمدحة في القرآن ، ولو كانوا على سائر ما عدا ما ذكرناه من باقي الصفات ، وكيف وأنّى يثبت لهم شيء منها بضرورة ولا استدلال ، لأنّ المدح إنّما توجّه إلى من حصل له مجموع الخصال في الآية دون بعضها ، وخروج القوم من البعض بما ذكرناه ممّا لا يمكن دفعه إلَّا بالعناد ووجوب الحكم عليهم بالذّم بما وصفناه ؟ ! وهذا بيّن جليّ والحمد للَّه .
فصل ثم يقال لهم : قد روى مخالفوكم عن علماء التفسير من آل محمّد عليهم السّلام أنّ هذه الآية إنّما نزلت في أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمّة عليهم السّلام من بعدهم خاصّة دون سائر الناس ، وروايتهم لما ذكرنا عمّن سميّنا أولى بالحقّ والصواب ممّا ادّعيتموه

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 502
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست