responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 500


أم في ظاهر الإسلام ، أم في ظاهره وباطنه على كلّ حال ، أم الوصف به علامة تخصيص مستحقّه بالمدح دون من عداه ، أم لقسم آخر غير ما ذكرناه ؟
فإن قالوا : هو شامل لكلّ من كان مع النبي صلَّى اللَّه عليه وآله في الزمان أو المكان أو ظاهر الإسلام ، ظهر سقوطهم ، وبان جهلهم وصرحّوا بمدح الكفّار وأهل النفاق ، وهذا ما لا يرتكبه عاقل .
وإن قالوا : إنّه يشمل كلّ من كان معه على ظاهر الديانة وباطنها معا دون من عددتموه من الأقسام .
قيل لهم : فدلَّوا على أئمّتكم وأصحابكم ، ومن تسمّون من أوليائكم ، أنّهم كانوا في باطنهم على مثل ما أظهروه من الإيمان ، ثم أبنوا حينئذ على هذا الكلام ، وإلَّا فأنتم مدّعون ومتحكّمون بما لا تثبت معه حجّة ، ولا لكم عليه دليل ، وهيهات أن تجدوا دليلا يقطع به على سلامة بواطن القوم من الضلال ، إذ ليس به قرآن ولا خبر عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ، ومن اعتمد فيه على غير هذين ، فإنّما اعتمد على الظنّ والحسبان .
وإن قالوا : إنّ متضمّن القرآن من الصفات المخصوصة إنّما هي علامة على مستحقيّ المدحة من جماعة مظهري الإسلام دون أن تكون منتظمة لسائرهم على ما ظنّه الجهّال .
قيل لهم : فدلَّوا الآن على من سمّيتموه كان مستحقّا لتلك الصفات ، لتتوجّه إليه المدحة ، ويتمّ لكم فيه المراد ، وهذا ما لا سبيل إليه حتى يلج الجمل في سمّ الخياط .
فصل ثم يقال لهم : تأمّلوا معنى الآية ، وحصّلوا فائدة لفظها ، وعلى أيّ وجه تخصّص متضمّنها من المدح وكيف مخرج القول فيها ؟
تجدوا أئمّتكم أصفارا ممّا ادّعيتموه لهم منها ، وتعلموا أنّهم باستحقاق الذّم وسلب الفضل بدلالتها أولى منهم بالتعظيم والتبجيل من مفهومها ، وذلك أن اللَّه تعالى ميّز مثل قوم من أصحاب نبيّه صلَّى اللَّه عليه وآله في كتبه الأولى ، وثبوت صفاتهم بالخير والتّقى في صحف إبراهيم وموسى وعيسى عليه السّلام ، ثم كشف عنهم بما ميّزهم به من الصفات التي تفرّدوا بها

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست