responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 475


الآيات . وهذا بيّن لا إشكال فيه ، والمنّة للَّه [1] .
ليس أجر الرسالة مودّة ذي القربى قال أبو جعفر [ الصدوق رحمه اللَّه ] : إنّ اللَّه تعالى جعل أجر نبيّه صلَّى اللَّه عليه وآله على أداء الرسالة وإرشاد البرية مودّة أهل بيته عليهم السّلام ، واستشهد على هذا بقوله تعالى : * ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْه أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) * .
قال الشيخ رحمه اللَّه : لا يصحّ القول بأنّ اللَّه تعالى جعل أجر نبيّه مودّة أهل بيته عليهم السّلام ، ولا أنّه جعل ذلك من أجره عليه السّلام ، لأنّ أجر النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ، في التقرّب إلى اللَّه تعالى هو الثواب الدائم ، وهو مستحقّ على اللَّه تعالى في عدله وجوده وكرمه ، وليس المستحقّ على الأعمال يتعلَّق بالعباد ، لأنّ العمل يجب أن يكون للَّه تعالى خالصا ، وما كان للَّه ، فالأجر فيه على اللَّه تعالى دون غيره .
هذا مع أنّ اللَّه تعالى يقول : ويا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْه مالًا إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّه [2] ، وفي موضع آخر : يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْه أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي [3] .
فلو كان الأجر على ما ظنّه أبو جعفر [ الصدوق ] في معنى الآية ، لتناقض القرآن .
وذلك ، أنّه كان تقدير الآية : قل لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْه أَجْراً . . . أَسْئَلُكُمْ عَلَيْه أَجْراً ، ويكون أيضا : إن أجري إلَّا على اللَّه ، بل أجري على اللَّه وعلى غيره . وهذا محال لا يصحّ حمل القرآن عليه .
فإن قال قائل : فما معنى قوله : * ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْه أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) * .
أوليس هذا يفيد أنّه قد سألهم مودّة القربى لأجره على الأداء ؟



[1] الرّسالة العكبريّة ( الحاجبية ) : 104 ، والمصنفات 6 : 38 .
[2] هود : 29 .
[3] هود : 25 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست