responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 474


[ وللكلام تتّمة ، راجع نفس المصدر وهذا الكتاب في ذيل آية 121 من سورة الأنعام . ] كيف تصل الأوامر والنواهي الإلهيّة إلى حججه المسألة السابعة : وسأل فقال : إذا كان اللَّه تعالى لا تعلم هيئته ، ولا يحسّ ولا يدرك كيفيته ، ولا يشبه خلقه ، ولا تحسّه الأوهام والخواطر ، ولا يحويه مكان ولا بحيث ولا أوان ، فكيف صدر الأمر والنهي إلى الحجج عليهم السّلام وكيف هيئة ذلك ؟
هذا سؤال السائل بألفاظه مع اختلاطها وفسادها .
والجواب : - وباللَّه التوفيق - : أنّ اللَّه تعالى عن أن يكون له هيئة أو كيفيّة أو يشبه شيئا من خلقه ، أو يتصوّر في الأوهام ، أو يصحّ خطور ذلك على الصحّة لأحد ببال .
وتعالى أيضا عن المكان والزمان ، وحصول الأمر منه ، والنهي للحجج عليهم السّلام والسفراء ثابت معقول ، لا يشتبه معناه على الألبّاء ، وهو أن يحدث سبحانه كلاما في محلّ يقوم به الكلام كالهواء وغيره من الأجسام ، يخاطب به المؤهّل للرسالة ، ويدلَّه على أنّه كلامه سبحانه دون من سواه بأنّه لا يقدر عليها أحد من الخلق على كلّ حال ، فيعلم المخاطب بذلك أنّه كلام اللَّه ، لما قد ثبت في العقول من حكمته تعالى ، وأنّه لا يلبس العباد ، ولا يصدّق كاذبا عليه ولا يعضد باطلا ببرهان .
ونظير ذلك إرساله لموسى عليه السّلام وتكليمه إيّاه ، ووحيه إليه في البعثة له والإرسال .
فأحدث كلاما في الشجرة التي رام موسى منها اقتباس النار أو فيما يتّصل بالشجرة من الهواء ، ودلَّه على أنّه كلامه تعالى دون من سواه بجعل يده بيضاء من غير سوء وقلب عصاه ثعبانا حيّا يسعى في الحال ، فعلم موسى عليه السّلام بهذين المعجزين ، أنّ المكلَّم له ، إذ ذاك هو اللَّه ، جلّ اسمه ، الذي لا يقدر على مثل صنعته باليد والعصا أحد من الخلق .
ثم قد يكون الكلام من اللَّه تعالى في معنى الإرسال بالمخاطب ، المرسل نفسه من غير واسطة بينه وبينه من السفراء ، وقد يكون بخطاب ملك يتوسّط في السفارة بينه وبين المبعوث من البشر ، ويعضد كلامه للملك بمثل ما عضد كلامه لموسى عليه السّلام من

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست