responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 465


[ انظر : سورة يس ، آية 26 ، في بقاء الروح ، من كتاب تصحيح الاعتقاد : 70 . ] القول في النصر والخذلان وأقول : إنّ النّصر من اللَّه تعالى يكون على ضربين :
أحدهما : إقامة الحجّة وإيضاح البرهان على قول المحقّ ، فذلك أوكد الألطاف في الدعاء إلى اتّباع المحقّ ، وهو النصر الحقيقي ، قال اللَّه تعالى : * ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا والَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ويَوْمَ يَقُومُ الأَشْهادُ ) * وقال جل اسمه : كَتَبَ اللَّه لأَغْلِبَنَّ أَنَا ورُسُلِي إِنَّ اللَّه قَوِيٌّ عَزِيزٌ [1] .
فالغلبة هاهنا بالحجّة خاصّة ، وما يكون من الانتصار في العاقبة لوجود كثير من رسله قد قهرهم الظالمون ، وسفك دماءهم المبطلون .
والضرب الثاني : تثبيت نفوس المؤمنين في الحروب وعند لقاء الخصوم ، وإنزال السكينة عليهم ، وتوهين أمر أعدائهم ، وإلقاء الرعب في قلوبهم ، وإلزام الخوف والجزع أنفسهم ، ومنه الإمداد بالملائكة وغيرهم من الناصرين بما يبعثهم اللَّه من ألطافه ، وأسباب توفيقاته على ما اقتضته العقول ، ودلّ عليه الكتاب المسطور .
والخذلان أيضا على ضربين ، كلّ واحد منهما نقيض ضدّه من النصر وعلى خلافه في الحكمة . وهذا مذهب أهل العدل كافّة من الشيعة والمعتزلة والمرجئة والخوارج والزيديّة .
والمجبّرة بأجمعهم على خلافه ، لأنّهم يزعمون أنّ النصر هو قوّة المنصور ، والخذلان هو استطاعة العاصي المخذول ، وإن كان لهم بعد ذلك فيها تفصيل [2] .



[1] المجادلة : 21 .
[2] أوائل المقالات : 133 ، والمصنفات 4 : 115 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست