، أي ظهر لهم من فعله بهم ما لم يكن في احتسابهم .
وليس البداء من اللَّه تعالى تعقّب رأي ، ولا استدراك فائت ، ولا انتقال من تدبير إلى تدبير لحدوث علم بما لم يكن في المعلوم .
والمعنى في قوله عليه السّلام : " ما بدا للَّه في شيء كما بدا له في إسماعيل " ، يعني : ما ظهر له تعالى فعل في أحد من أهل البيت عليهم السّلام ، ما ظهر له في إسماعيل ، وذلك أنّه كان الخوف عليه من القتل مستندا والظنّ به غالبا ، فصرف اللَّه عنه ذلك بدعاء الصادق عليه السّلام ومناجاته للَّه فيه .
وبهذا ، جاء الخبر عن الرضا علي بن موسى عليه السّلام ، وليس الأمر في هذا الخبر كما ظنّه قوم من الشيعة في أنّ النصّ كان قد استقرّ في إسماعيل فقبضه اللَّه إليه ، وجعل الإمامة بعده في موسى عليه السّلام . فقد جاءت الرواية بضدّ ذلك عن أئمّة آل الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله فروي أنّهم قالوا : " مهما بدا للَّه في شيء ، فإنّه لا يبدو له في نقل نبيّ عن نبوّته ، ولا إمام عن إمامته ، ولا مؤمن قد أخذ عهده بالإيمان عن إيمانه " ، فكان هذا الخبر مصحّحا من التأويل في البدا ما قدّمناه [1] .
المراد من معنى اليمين والقبضة المسألة السابعة والعشرون : وسأل عن قول اللَّه تعالى : * ( والأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُه يَوْمَ الْقِيامَةِ والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِه ) * ، فقال : ما اليمين ، وما القبضة ؟
والجواب : أنّ اليمين في الآية هي القدرة ، والقبضة هي الملك ، قال الشاعر :
إذا ما راية رفعت لمجد تلقّاها عرابة باليمين يريد تلقّاها بالقّوة .