responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 422


عمّه من بني أمية ، الَّذين هم أمسّ رحما به من عائشة لو تكلَّفن ما تكلَّفته ، لكنّ عاصيات خارجات عن شريف الإسلام ، فما ظنّك بالبعيدة نسبا ، النائية عنه عقلا ومذهبا ، المقرفة قتله ، الساعية في دمه ، الداعية إلى خلعه ، المانعة عن نصرته .
وما الذي أحدثه بعد إنكارها عليه ممّا يوجب رجوعها عمّا كانت عليه معتقدة ، فهل تراه أحدث عملا صالحا بعد قتله ، أو أحياه اللَّه لها فسألها نصرته أم أوحى اللَّه إليها من باطن أمره ما كان مستورا عنها ، كلَّا ، لكن الأمر فيما قصدته من حرب أمير المؤمنين عليه السّلام وتظاهرت عليه به من عداوته كان أظهر وأشهر من أن تخفيه بالعلل والأباطيل ، وقد أجمع أهل النقل عنها على ما ذكرناه في باطن الأمر وأوضحناه في وجوه الحجاج وبيّنّاه [1] .
في معنى عرض الأمانة على الجمادات والتكليف له المسألة الثانية والثلاثون : وسأل عن قوله تعالى : * ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ والأَرْضِ والْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ مِنْها وحَمَلَهَا الإِنْسانُ إِنَّه كانَ ظَلُوماً جَهُولًا ) * .
وقال : فهل يجوز العرض على الجماد والتكليف له ؟ أوليس الامتناع عن ذلك كفرا ؟ وهل كان العرض على سبيل التخيير أم على الإيجاب ؟ فإن كان على الإيجاب فقد وقع العصيان ، وإن كان على التخيير ، فقد جاز حظر الأمانة وترك أدائها .
والجواب : أنّه لم يكن عرض في الحقيقة على السماوات والأرض والجبال بقول صريح أو دليل ينوب مناب القول ، وإنّما الكلام في هذه الآية مجاز أريد به الإيضاح عن



[1] الجمل : 79 ، والمصنفات 1 : 153 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست