responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 420


المرأة والحجاب وسلكت عائشة في خلافها لأمير المؤمنين صلَّى اللَّه عليه وآله مسلكهما [ طلحة والزبير في خلاف أمير المؤمنين ] في ذلك ، فتظاهرت به من طلب بدم عثمان ، والاقتصاص من قاتله .
ومعلوم في شريعة المسلمين أنّ ذلك ليس لها ولا إليها ، وأنّها فيما تكلَّفاه منه على شبهة باطلة عند الناظرين ، لأنّها لم يكونا أولياء لدم عثمان ، ولا بينه وبينهما نسب ليسوغهما للتخاصم في دمه .
ولا إلى النساء أيضا الدخول في شيء من ذلك على وجه من الوجوه ، إذ ليس عليهنّ جهاد ، ولا لهنّ أمر ولا نهي في البلاد والعباد ، مع ما خصّ به اللَّه أزواج النبي في الحكم المضادّ ، ولما صنعته هذه المرأة [ العائشة ] وتبيّنت بالخلاف فيه للدين ، وقصّ اللَّه تعالى في محكم التنزيل حيث يقول جل اسمه : * ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْواجِكَ وبَناتِكَ ونِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ ) * . وفرض عليهنّ سبحانه التحصّن والتجلبب ولا يتعرّفن إلى أحد فجاء بضدّ ذلك من التبرّج وهتك الحجاب ، وطراح الجلباب وإظهار الصورة ، وإبداء الشخص والتهتّك بين العامة فيما لا عذر لها فيه ، مع ما ارتكبته من قتال ولىّ اللَّه الذي فرض عليها إعظامه وإجلاله وأوجب عليها طاعته وحرم عليها معصيته ، وسفكت فيما صنعت دماء المؤمنين ، وأثارت الفتنة التي شانت بها المسلمين وأنّي يواطئ ذلك ما أمرها الرسول به في الحديث المشهور ، فقد قيل : دخل ابن أمّ مكتوم - وهو أعمى - على النبي صلَّى اللَّه عليه وآله فقال لها قبل دخوله : " أدخلي الخباء يا عائشة فاستتري به من هذا الرجل " . فقالت : يا رسول اللَّه إنّه أعمى ولن يراني فقال صلَّى اللَّه عليه وآله : " ان لم يراك فإنّك ترينه " [1] .



[1] مثل هذا الحديث ما رواه الخازن في تفسيره بهامشه كلاهما عن الترمذي وأبي داود عن أمّ سلمة قالت : كنت وميمونة بنت الحرث إذ أقبل ابن أمّ مكتوم ، فدخل على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وذلك بعد ما نزل الأمر بالحجاب . فقال رسول اللَّه : احتجبا منه . فقلنا إنّه أعمى ، لا يبصرنا ولا يعرفنا . فقال صلَّى اللَّه عليه وآله : أفعمياوتان أنتما ؟ ألستما تبصرانه ؟ انظر طبقات ابن سعد 8 : 178 ، وسنن أبي داود 4 : 63 - 64 ، وسنن الترمذي : 94 الأحزاب : 53 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست