responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 382


على الصبر والإيمان ، والاستخلاف من اللَّه تعالى للأئمّة ، لا يكون استخلافا من العباد ، ولمّا ثبت أنّ أبا بكر كان منصوبا باختيار عمر وأبى عبيده بن الجرّاح ، وعمر باستخلاف أبي بكر دون النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ، وعثمان باختيار عبد الرحمن ، فسد أن يكونوا داخلين تحت الوعد بالاستخلاف ، لتعرّيهم من النصّ بالخلافة من اللَّه تعالى ، وإقرار مخالفينا - إلَّا من شذّ منهم - أنّ إمامتهم كانت باختيار ، وثبت أنّ الآية كانت مختصّة بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام دونهم ، لإجماع شيعته على إنّ إمامته باستخلاف اللَّه تعالى له ، ونصّه عليه ، وأقامه عليه السّلام نبيّه صلَّى اللَّه عليه وآله ، علما للأمّة وإماما لها بصريح المقال .
فصل آخر ويقال لهم : ما تنكرون أن يكون خروج أبي بكر وعمر وعثمان من الخوف في أيّام النبي صلَّى اللَّه عليه وآله يخرجهم عن الوعد بالاستخلاف ، لأنّه إنّما توجّه إلى من كان يلحقه الخوف من أذى المشركين ، وليس له مانع منهم ، كأمير المؤمنين عليه السّلام وما عني به مع النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ، وعمّار وأمّه وأبيه ، والمعذّبين بمكّة ، ومن أخرجهم النبي صلَّى اللَّه عليه وآله مع جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة ، لما كان ينالهم من الفتنة والأذى في الدين .
فأمّا أبو بكر فإنّ الشيعة تذكر أنّه لم يكن خائفا في حياة النبي صلَّى اللَّه عليه وآله لأسباب نحن أغنياء عن شرحها ، وأنتم تزعمون أنّ الخوف مرتفع عنه لعزّته في قريش ومكانه منهم وكثرة ماله واتّساع جاهة ، وإعظام القوم له لسنّه وتقدّمه ، حتّى أنّه كان يجير ولا يجار عليه ، ويؤمّن ولا يحتاج إلى أمان ، وزعمتم أنّه اشترى تسعة نفر من العذّاب .
وأنّ عمر بن الخطَّاب لم يخف قطَّ ، ولا هاب أحدا من الأعداء ، وأنّه جرّد سيفه عند إسلامه ، وقال : لا يعبد اللَّه اليوم سرّا . ثقة بنفسه ، وطمأنينة إلى سلامته ، وأمنا من الغوائل ، وأنّه لن يقدم عليه أحد بسوء ، لعظم رهبة الناس منه وإجلالهم لمكانه .
وأنّ عثمان بن عفان كان آمنا ببني أميّة ، وهم ملَّاك الأمر إذ ذاك فكيف يصحّ لكم مع هذا القول أن تستدلَّوا بالآية على صحّة خلافتهم ودخولهم تحت الوعد بالاستخلاف ، وهم من الوصف المنافى لصفات الموعودين بالاستخلاف على ما ذكرناه ، لولا أنّكم تخبطون فيما تذهبون إليه خبط عشواء ؟ !
ت

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست