responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 357


اللوح ، فحفظوا منه ما يؤدونه إلى من أرسلوا إليه وعرفوا منه ما يعملون ، وقد جاءت بذلك آثار عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وعن الأئمّة عليهم السّلام [1] .
أحقّية أهل البيت للاستخلاف وهم [ الأئمة ] أحقّ بالاستخلاف على الأنام ممّن عداهم ، لفضلهم على سائر الناس ، وهم المدالون على أعدائهم في آخر الزمان ، حتى يتمكنّوا في البلاد ، ويظهر دين اللَّه تعالى بهم ظهورا لا يستخفي على أحد من العباد ، ويأمنون بعد طول خوفهم من الظالمين المرتكبين في أذاهم الفساد ، وقد دلّ القرآن على ذلك وجاءت به الأخبار :
قال اللَّه عزّ وجلّ : * ( ولَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ) * ، وقال تعالى : ولَه أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً وإِلَيْه يُرْجَعُونَ [2] ، وقال تعالى : وإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِه قَبْلَ مَوْتِه ويَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً [3] . وكلّ هذه أمور منتظرة ، غير ماضية ولا موجودة في الحال .
ومثلهم فيما بشّرهم اللَّه تعالى به من ذلك ما تضمّنه قوله تعالى : ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ونُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ ونُرِيَ فِرْعَوْنَ وهامانَ وجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ [4] ، وقوله تعالى في بني إسرائيل : ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وبَنِينَ وجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً [5] .
وممّا أنزله فيهم سوي المثل لهم عليهم السّلام قوله تعالى : الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ وأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ ونَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ولِلَّه عاقِبَةُ الأُمُورِ [6] .



[1] تصحيح الاعتقاد : 58 ، والمصنفات 5 : 74 .
[2] آل عمران : 83 .
[3] النساء : 159 .
[4] القصص : 5 - 6 .
[5] الإسراء : 6 .
[6] الحجّ : 41 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست