وقد يعصم الإنسان من شيء تكون العصمة له فيه لطفا ، ويخلَّي بينه وبين شيء يكون التخلَّي لمن سواه لطفا ، وتكون المصلحة بذلك عموما . وهذا بحسب المعلوم والكلام فيه متعلَّق بالأصلح ، وليس يكاد يفهم معناه إلَّا من عرف قواعد الكلام في الأصلح ، وقليل من يعرف ذلك اليوم من المتكلَّمين [1] .
لو كان الرسول معصوما فما وجه التهدّد
لو كان الرسول معصوما فما وجه التهدّد المسألة السادسة والأربعون : وسأل فقال : إذا كان الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله معصوما ، فما وجه التهدّد له والوعيد في القرآن ؟والجواب : أنّ العصمة لا تنافي القدرة على المعصية والخواطر فيها ودعاء الشهوة إلى فعلها . فلذلك احتاجت الأنبياء معها إلى الوعيد والتهديد .
ولأنّ العصمة إنّما هي بالأمر والنهي والوعد والوعيد والتهديد ، ولولا ذلك لم يتكامل في معناها .
وإذا كانت بمجموع أشياء من جملتها : الوعد والوعيد والترهيب والترغيب ، بطل قول القائل : ما وجه ذلك مع العصمة ؟ وسقطت الشبهة فيما تخيّله مع الغناء عن ذلك ، على ما شرحناه [2] .
في فضل نافلة الليل
في فضل نافلة الليل فإذا مضى النّصف الأوّل من اللَّيل فليقم إلى صلاته ، ولا يفرّطنّ فيها ، فإنّ اللَّه تعالى