responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 330


معدوم غير موجود .
وقد عرفنا آدم ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السّلام ولم نشاهدهم ولا شاهدنا من أخبر عن مشاهدتهم ، ونعرف جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السّلام ، ولسنا نعرف لهم شخصا ، ولا نعرف لهم مكانا .
فقد فرض اللَّه علينا معرفتهم والإقرار بهم ، وإن كنّا لا نجد إلى الوصول إليهم سبيلا ، ونعلم أنّ فرض المعرفة لشخص في نفسه من المصالح ممّا لا يتعلَّق لوجود مشاهدة المعروف ، ولا يعرف مستقرّه ولا الوصول إليه في مكانه ، وهذا بيّن لمن تدبّره [1] .
[ انظر : سورة النساء ، آية 59 ، حول وجوب معرفة الإمام ، من الإفصاح : 28 . ] في عصمة نبيّنا صلَّى اللَّه عليه وآله والجواب عن المناقشات المسألة الثانية والأربعون : وسأل عن قوله تعالى : * ( ولَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا إِذاً لأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وضِعْفَ الْمَماتِ ) * ، ثمّ قال في الأسرى :
ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَه أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا إلى قوله : لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّه سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ [2] .
فأين كان التثبيت هنا وقد تهدّده بما تهدّده ؟
والجواب : أنّ اللَّه تعالى ذكر منّته على نبيّه بالتثبيت له والعصمة والتأييد ، وأنّه لو لم يفعل ذلك به لركن إلى المشركين ركونا يستحقّ به منه العقاب ، كما ركن غيره إليهم ركونا أوبقه وأهلكه ، فأخبر تعالى أنه عصّمه ممّا تورّط فيه غيره وثبّته بالتوفيق ، ليثبت به الحجّة على الخلق ، وعدّد ذلك من آلائه عليه ونعمائه لديه ولم يزل صلَّى اللَّه عليه وآله موفّقا



[1] رسالة في الغيبة ، والمصنفات 7 : 11 .
[2] الأنفال : 67 - 68 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست